بعدسة وثائقية خبيرة بدقائق التفاصيل وأهميتها، يروي فيلم «أحمر أزرق أصفر»، للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، الذي عرض على شاشات عايشة العبار آرت غاليري في دبي مساء أمس الثلاثاء، جزءاً من مسيرة الفنانة التشكيلية د. نجاة مكي، إحدى أهم الفنانات الإماراتيات اللواتي ساهمن برسم خطوط الثقافة والفنون محلياً وعربياً.
وشهد العرض حضور عدد من الفنانين والمهتمين بالفنون في أجواء رمضانية مليئة بالألوان المبهجة التي يقدمها معرض أنا أكتب باللون، الذي يزين جدران غاليري عايشة العبار بمنطقة القوز بدبي، حيث يقدم ما يزيد على 20 عملاً فنياً تعكس علاقة مكي بالريشة والألوان.
ويحكي الفيلم الذي بدأ أول مشاهده في منطقة خور دبي، باللغة الفرنسية المترجمة للعربية والإنجليزية مصادر إلهام مكي وحياتها في منطقة بر دبي الواقعة ما بين الفهيدي وخالد بن الوليد، والتي شملت: دكان والدها الذي اكتسبت منه تدرج الألوان، والتجار الهنود وعاداتهم في «الهولي» والألوان المتناثرة، وشفافية المياه والبحر الذي كانت تتأمله من سطح بيت جدها الذي نشأت به.
وجرى تصوير الفيلم على مراحل مختلفة بين 2011 و2013، وتم اختياره كي يكون فيلم الافتتاح في الدورة 36 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» وكان أول فيلم يُشارك في «المسابقة الدولية» من المهرجان، تقديراً لحضور المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، وتميّزها من خلال الأفلام الوثائقية التي تمكّنت من تحقيقها.
ووصفت الفنانة د. نجاة مكي في حديثها مع «الرؤية» هذا الفيلم الوثائقي بـ«أرشيف الفنان»، مشيرة إلى أن أي عمل فني أو صحفي أو إعلامي يعتبر بمثابة مرجعية للفنان تبرز محطات في مشواره الفني، كما أنه يعرّف الجمهور بجوانب أخرى من حياة الفنان وما يمر به.
وأشارت إلى أن ظهور فنانين آخرين بالفيلم مثل الفنان عبدالقادر الريس والفنان محمد يوسف، ومنحهم آراءهم بكل وضوح وشفافية، يعتبر جانباً مقدراً ومحترماً مهما كانت آراؤهم بالأعمال، لا سيما أنهم جميعاً فنانون ظهروا في الحقبة الزمنية ذاتها.
وظهرت مكي في بعض المشاهد خلال الفترة التي أقامت فيها في فرنسا، والتي أشارت إلى أنها مرحلة مختلفة منحتها القدرة على تقديم أعمال جديدة، وتكثيف الاشتغال بمشوارها الفني.
في حين تحدث أحد الفنانين الفرنسيين بالفيلم عن الجانب الفني الثقافي الذي قدمته نجاة مكي وعرفت به الآخرين عن ثقافة دولة الإمارات، التي يعرفها من الناحية الاقتصادية والتجارية.